الإنسان الكامل للجيلي
الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل تأليف عبد الكريم الجيلي (805 هـ) الطبعة الرابعة: (1401 هـ) البابي الحلبي.
يعتبر كتاب الإنسان الكامل من أهم المراجع عند الصوفية ، وهو الكتاب الذي طبع آلاف المرات وتناقلته وتهادته ألآف المشايخ والمجالس.
وكذلك قطبهم ((الغوث)) مؤلف الكتاب عبد الكريم الجيلي الذي قل كتاب ومرجع للصوفية إلا وفيه نقل عنه ، وهاكم إخواني بعض النقول من كتاب ((الإنسان الكامل)) لكي تعرفوا تراث الصوفية وما يحوي.
جاء منه صفحة (52) ما نصه: ((ولقد اجتمعت بأفلاطون الذي يعدونه أهل الظاهر كافراً ، فرأيته وقد ملأ العالم الغيبي نوراً وبهجة ، ورأيت له مكانة لم أرها إلا لآحاد الأولياء ، فقلت له من أنت.؟ قال: أنا قطب الزمان وواحد الأوان)).
وجاء في الصفحة (61) ما نصه: ((فصل: اعلم أن الله تعالى لما خلق النفس المحمدية من ذاته، وذاتُ الحق جامعة للضدين ، خلق الملائكة العالين من حيث صفات الجمال والنور والهدى من نفس محمد صلى الله عليه وسلم كما سبق بيانه ، وخلق إبليس وأتباعه من حيث صفات الجلال والظلمة والضلال من نفس محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان اسمه عزازيل ، وقد عبدَ الله تعالى قبل أن يخلق الخلق بكذا كذا ألف سنة ، وكان الحق قد قال له يا عزازيل لا تعبد غيري ، فلما خلق الله آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له ، التبس الأمر على إبليس ، فظن أنه لو سجد لآدم كان عابداً لغير الله ، ولم يعلم أن من سجد بأمر فقد سجد لله ، فلهذا امتنع ، وما سمي إبليس إلا لنكتة هذا التلبس الذي وقع فيه فافهم ، وإلا فاسمه قبل ذلك عزازيل وكنيته أبو مرة)).
وجاء في الصفحة (62ـ63) في شرحه لقوله تعالى: {وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين}:
((فإذا انقضى يوم الدين فلا لعنة عليه لارتفاع حكم الظلمة الطبيعية يوم الدين ..... وأما بعد ذلك فإن الطبائع تكون لها من جملة الكمالات ، فلا لعنة بل قرب محض ، فحينئذ يرجع إبليس إلى ما كان عليه عند الله من القرب الإلهي ، وذلك بعد زوال جهنم ، لأن كل شيء خلقه الله لا بد أن يرجع إلى ما كان عليه ، هذا أصل مقطوع فيه ، فافهم)).
توثيق المقال:
وثيقة: (1) ـ (2) ـ (3) ـ (4) ـ (5)