حوار مع الشيخ صالح الرقب: حول حقيقة الشاذلية اليشرطية
أستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة- كلية أصول الدين- الجامعة الإسلامية- فلسطين.
موقع الصوفية: حوار أجراه – إبراهيم الزعيم
ظهرت في الإسلام منذ بزوغ فجره كثير من الفرق، منها من له معتقدات سليمة تتفق مع الفطرة السليمة، وقد وردت سلامتها في الكتاب والسنة، كعقيدة أهل السنة والجماعة، ومنها المجانب للصواب، والتي تحمل أفكاراً ومعتقدات خطيرة تخالف صريح القرآن والسنة وتتعارض والفطرة السليمة كالفرق الباطنية. وفي إطار تعدد الفرق والدعوات والجماعات الإسلامية في فلسطين، بدأت صحيفة "فلسطين "، بعملية بحث حول أصول هذه الجماعات والفرق، وبيان ما لها وما عليها وذلك من خلال عدد من العلماء البارزين في هذا المجال.
نبذة عن الطريقة الشاذلية؟
هي طريقة صوفية تنسب إلى أبي الحسن الشاذلي، يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية، وإن كانت تختلف عنها في سلوك المريد وطريقة تربيته، بالإضافة إلى اشتهارهم بالذكر المفرد "الله" أو مضمرًا "هو".
وأبو الحسن الشاذلي: اختلف في نسبه، فمريدوه، وأتباعه ينسبونه إلى الأشراف ويصلون بنسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) كعادة أهل كل طريقة صوفية، وبعضهم ينسبه إلى الحسين، وبعضهم إلى غيره.
من أقطاب هذه الفرقة أبو العباس المرسي، من هو هذا الرجل؟
هو أحمد بن عمر المرسي أبو العباس شهاب الدين، من أهل الإسكندرية، لا يُعرف تاريخ ولادته وأهله من مرسيه بالأندلس، توفي سنة 686هـ ـ 1287م، خليفة أبي الحسن الشاذلي، وله مقام كبير ومسجد باسمه في الإسكندرية. قال عن نفسه: (والله لو حُجب عني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين).
وكان يدعي صحبة الخضر واللقاء معه، وكان له تأويل باطني مثل ما كان لشيخه أبي الحسن، ومثال ذلك ما ذكره تلميذه ابن عطاء الله الإسكندري: سمعت شيخنا (رضي الله عنه) يقول في قوله تعالى: {ما نَنْسَخْ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مِثْلِها} أي: ما نُذهب من ولي لله إلا ونأتي بخير منه أو مثله. وهذا إلحاد بيّن في آيات الله تعالى.
ثم خلفه ياقوتُ العرش، وكان حبشيًّا، وسمي بالعرش لأن قلبه لم يزل تحت العرش كما تقول الصوفية، وما على الأرض إلا جسده، وقيل: لأنه كان يسمع أذان حملة العرش، هذا ما جاء في طبقات الشعراني، وهو من خرافات الصوفية التي لا تقف عند حد.
فضيلة الشيخ... نرجو أن تعرفونا على الطريقة الشاذلية اليشرطية؟
هي طريقة صوفية قديمة جدا، ومن أقطابها (المرسي أبو العباس في مصر) وغيره، وهي كأي طريقة صوفية عادية، ولكن منذ (120عاما) تقريبا حدث تغير كبير وجوهري في معتقداتهم، فقد كانت مشيخة الطريقة تنتقل من الشيخ إلى أكبر تلاميذه، فمرة تكون في مصر ومرة في المغرب، وهكذا.
ولكن التغير الذي طرأ أن المدعو (علي نور الدين اليشرطي) الذي تولى المشيخة جعلها وراثة في أبنائه، فسميت نسبة إليه.
من هو زعيمهم الحالي؟ وما هي طبيعة العلاقة بينه وبين أتباعه؟
هو أحمد بن الهادي اليشرطي، يعيش الآن في الأردن، وهو في حالة صحية صعبة، أما بالنسبة للعلاقة بينه وبين أتباعه فإنه عندما يدخل عليه أتباعه يكون جالسا على كرسي كبير، ولا يكلم أحدا مباشرة، ويكون بجانبه زوجته، وأحد كبار معاونيه، ويدخل الأتباع زحفا على الركب، فيقبلوا يديه وقدميه، وبهدف نيل رضاه يقدمون المال، وأما النساء فيقدمن الذهب.
ما هي معتقدات الشاذلية اليشرطية؟
تتمثل معتقداتهم فيما يلي:
هل لهذه الفرقة الضالة وجود في قطاع غزة؟
نعم. الشاذلية اليشرطية موجودة في خانيونس (القرارة)، ولهم زاوية تبعد عن السلك الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 ما يقارب الكيلو والنصف.
ويعيش هؤلاء في حماية الاحتلال الصهيوني، وقد كان الحاكم العسكري يحضر جلساتهم. ويعكفون الآن على بناء زاوية جديدة على مساحة 400 م2.
هذه المعتقدات تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، ما هو موقفكم من هذه الفرقة وقادتها وأتباعها؟
لا بد من إغلاق زواياهم، ونحن نطالب وزارة الداخلية بمنعهم من ممارسة نشاطاتهم. هؤلاء لهم أسلوب خبيث، فهم يعرفون قيادات المناطق القبلية والتنظيمية، ويحرصون على علاقات طيبة معهم. سلوكهم يذكرنا بالرافضة، ومن كلمهم ممن لا يعرفهم تكلموا في الدين مثله أو أكثر، وعندما يعود إلى فرقته يعرض عن سماع القرآن والسنة مثل الزنادقة.
المصدر: موقع الألوكة.