صلاة الرغائب
تعتبر
صلاة الرغائب من أهم العبادات عند الصوفية ، فقد أوردها الغزالي رحمه الله في كتابه
الإحياء (2ـ2ـ174)
عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحد يصوم أول خميس من رجب ، ثم يصلي
فيما بين العشاء والعتمة ، اثنتي عشرة ركعة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، يقرأ في
كل ركعة بفاتحة الكتاب ، مرة ، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ، ثلاث مرات ، وقل هو
الله أحد ، اثنتي عشرة مرة ، فإذا فرغ من صلاته صلى علي ، سبعين مرة ، يقول: اللهم
صل على محمد النبي الأمي وعلى آله ، ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة: سبوح قدوس
رب الملائكة والروح ، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم
إنك أنت الأعز الأكرم ، ثم يسجد سجدة أخرى ويقول فيها مثل ما قال في السجدة الأولى
، ثم يسأل حاجته في سجوده فإنها تقضى ، ولا يصلي أحد هذه الصلاة إلا غفر الله له
جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ، وعدد الرمل ، ووزن الجبال ، وورق الأشجار ،
ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممن استوجب النار))
وقد انتشرت واستشرت ، هذه المحدثة بين صفوف العوام والصوفية خاصة ، وقد خالف
الغزالي رحمه الله في هذا العلماء المحققيق الذين أثبتوا بطلان هذه الصلاة، منهم:
الحافظ العراقي
قال في تخريجه للإحياء (2ـ2ـ174): حديث صلاة الرغائب موضوع.
وقال الحافظ ابن حجر:
لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام
ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو
إسماعيل الهروي الحافظ رويناه عنه بإسناد صحيح،
وكذلك رويناه من غيره.
قال الحافظ ابن حجر: منها حديث صلاة الرغائب.
وقال الإمام النووي
رحمه الله: ((صلاة الرغائب ، وهي ثنتا عشرة ركعة ، تصلى بين المغرب والعشاء ليلة
أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة ، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان
، قبيحتان ، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث
المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل ، .... وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد
عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في
إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله)). المجموع /4ـ61/
وقال العجلوني
رحمه الله: من الأحاديث الموضوعة ما جاء في فضيلة أول ليلة جمعة من رجب الصلاة
الموضوعة فيها التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا عند
أئمة الحديث
(2
/ 563)